هذا التعبير استعمله الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الذي نتطلع إليه بأمل كبير لإعادة الأمن والاستقرار إلى مصرنا الحبيبة.
شخصيا من محبي هذا البطل المصري العربي وأدعو له
بالتوفيق، وكمواطن عربي بسيط أرى أن القائد العظيم هو الذي يعمل جاهدا على تحقيق
العدل بمعناه الواسع، وقد تابعت مراسم استلام السلطة في مصر واستمعت إلى خطابات
الرئيس السيسي حفظه الله.
إن أفضال مصر على العرب كثيرة، ومواطنيها الكرام عملوا بجد
واجتهاد في جميع المجالات في مختلف البلاد العربية وخاصة الخليجية ومنها عُمان
عندما كانت هذه البلاد تنهض من ظلمات التخلف إلى آفاق النهضة بحكمة قياداتها
المحبوبة.
كل ما أتمناه أن يجد الرئيس السيسي وقيادات مصر السياسية
والثقافية والعلمية والدينية وسيلة لإعادة الوحدة إلى الشعب المصري.. فلا يسعدني
أن أسمع أخبار الاعتقالات والمحاكمات والتفجيرات والقتل في مصر بل وفي أي بلد. هذه
مهمة عصيبة في الظروف الحالية ولكن ليست مستحيلة.
على كل حال ما لفت نظري في خطاب السيد رئيس جمهورية مصر
العربية تعبير " مسافة السكة " عندما اعتبر أمن الخليج من أمن مصر. ورغم
أنني أعتقد أن هذا الموقف جدي ولكنه في نفس الوقت سياسي لحد كبير.
لا أعتقد أن أمن الخليج يتحقق بالتعبير عن الاستعداد
للتدخل العسكري حسبما فهمت من التعبير " مسافة السكة "، فدور الحارس أو
الشرطي على أبواب الخليج ليس هو كل شيء مطلوب من مصر، فالمنطقة تعج بالحراس!
من وجهة نظري فمسألة الأمن بين مصر والخليج تتخطى
الاستعداد على التدخل العسكري إلى التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولعب دور
أكبر في إعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية.
فلا يجوز مثلا أن يجد ملايين من غير العرب فرص عمل في
دول الخليج في المقابل يحرم منها ملايين العاطلين المصريين والعرب المطلوب منهم حماية
المنطقة عسكريا!!. كما أنني لا أنظر إلى إيران الدولة والشعب العظيم كعدو أو خصم
بل جار وشقيق، وأي ترتيب في هذا السياق لا بد من وجهة نظري أن يأخذ بعين الاعتبار
العلاقات التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية مع إيران.
لذلك في اعتقادي المطلوب من الرئيس السيسي وزعماء
المنطقة عامة العمل وفق استراتيجية تنظم العلاقات بين مصر والخليج تتجاوز مفهوم
" مسافة السكة" نحو آفاق تعاون أوسع بينها من جهة وبين إيران الدولة
والشعب من جهة أخرى ذات الخصوصية الثقافة والاجتماعية مع العرب.
إن أهم مسألة في هذا السياق هو فتح سوق العمل في الخليج
للمواطنين العرب من مصر وغير مصر وإعادة التوزان الاجتماعي المختل فيها لصالح
عروبتها وتنظيم سوقها ودورها الاقتصادي لتحقيق هذا التكامل البعيد المدى. ولكن أهم
تحدي في الوقت الحاضر نحو تحقيق التكامل الاقتصادي العربي هو إيجاد مخرج سياسي
للاقتتال في سوريا والعراق واليمن وترتيب النظام السياسي العربي والخروج من هذه
الظروف العصيبة بأقل الخسائر.