الجمعة، 29 مارس 2013

جامعة الدول العربية التي تفرق ولا تجمع !

1
من المؤسف أن هذه المنظمة الدولية التي اسمها الجامعة العربية اثبتت عجزها عن حماية أعضائها من التدخلات الأجنبية، وحل مشكلاتها مع شعوبها أو مساعدتها على ذلك.

اليمن ليس سعيدا بوحدته مع تمنياتنا بنجاح الحوار السياسي لحل المشكلات السياسية في هذا البلد العزيز.  
إن حزني لشديد على ما يجري في شامنا وعراقنا العظيمين من اقتتال بين الاطراف السياسية المختلفة.
أما قضية الشعب العربي الفلسطيني العادلة فتستغل للمزائدة من جميع الأطراف العربية ولا رغبة لها في حلها.  
2
هذه مدونتي الجديدة القديمة، طبعا بعد أن تم إشعارنا بأن مدونات مكتوب ستغلق من قبل Yahoo نجحت في إنشأ هذه المدونة على موقع Google بنفس اسم مدونتي السابقة وهذا بالنسبة لي شيء جيد، وعلى كل حال العمل لا يزال جارياً.
طبعا نقلت بعض المقالات من المدونة السابقة وجاري استكمال باقي المقالات .. ولكن سأبدا أيضا بإعداد مقالات جديدة لهذه المدونة في المجالات التي كنت دائما أكتب فيها.
3
إن شعوبنا وبلداننا العربية هي اليوم في أخطر مرحلة سياسية، والمعركة الفاصلة التي ستحدد طبيعة المرحلة القادمة التي سيستقر عليها العالم العربي والعالم في العقود القادمة آتية.. الله يستر !
الحسابات السياسية دقيقة في هذه الفترة التي يسيل فيها الكثير من الدماء البرئية وغير البرئية! ..
حفظكم الله من كل مكروه !

الخميس، 21 مارس 2013

جمعية للموسيقيين العُمانيين

كتبهامسلم ، في 20 مارس 2012 الساعة: 06:01 ص


جمعية للموسيقيين العُمانيين متى تصبح واقعا ؟
في الوقت الحاضر لا توجد مؤسسة مهنية إدارية حكومية أو جمعية أهلية أو شيء مما يشبه هذه الأطر التنظيمية تجمع الموسيقيين العُمانيينوتنظم نشاطهم محليا وعربيا ودوليا. ومن وجهة نظري أرى أن أي إجراء تنظيمي للموسيقيين على شكل ما من هذه الأشكال الإدارية والمهنية أصبح من الضروريات العملية التي تحتاجها الساحة الثقافية والفنية بحيث تلم شمل الفنانين العُمانيين من مختلف الأعمار والتجارب الموسيقية وتستقطب بشكل خاص الشباب العُماني الموهوب في مجالات العزف والغناء والتلحين والتوزيع والبحث الموسيقي إلى غير ذلك من التطبيقات الموسيقية النظرية والعملية، ومثل هذه المؤسسات لها أهمية اجتماعية كبيرة ويمكن أن يكون لها أنشطة متنوعة حيث تعمل كذلك على زيادة الوعي الموسيقي والثقافي للأعضاء عبر برامج تعليمية وتدريبية وثقافية هادفة.
والموسيقيون العُمانيون من وجهة نظريهم الأكثر عددا ولكن الأقل تنظيما من بين أعضاء جميع المهن الثقافية والفنية والحرفية، فلا يوجد لهم حتى الآن أي نوع من أنواع التجمع الإداري المنظم والشامل لتوجهاتهم وتخصصاتهم الفنية كالعديد من المهن المشابهة التي أصبح لبعضها بسبب هذاالنوع من التجمع نشاطا كبيرا وفعالا على مختلف الأصعدة مثل جمعية الفنون التشكيلية أو هيئة الصناعات الحرفية على سبيل المثال، مما يدل على أن تطبيق أي من هذه التجاربعلى الموسيقيين العُمانيين ستحقق نجاحات كبيرة من وجهة نظري.
في الواقع الحالي!
واقعيا يوجد الموسيقيون العُمانيون في كل ولاية من ولايات السلطنة ومعظمهم من الشباب الموهوب والمبدع في مختلف الفنون الموسيقية التقليدية وغيرالتقليدية، في ذات الوقت يوجد من هو شبه محبط ويرى أن جميع الأبواب منسدّة أمامه بسبب قلة الفعاليات الموسيقية العامة في المناطق والولايات علاوة على أن أبواب وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الحكومية وغير الحكومية والثقافية والتجارية لاتزال اهتماماتها بهذا المجال محدود ولا يرقى إلى المستوى المطلوب. والموسيقيين العُمانيين على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم الفنية هم بأمس الحاجة إلى نوع من الرعاية الإدارية والفنية التي تبرز نشاطاتهم وإبداعاتهم. وإذا ما نظرنا إلى الواقع من هذه الناحية فإننا سنجد عدّة مؤسسات وإدارات ذات الصلة بالموسيقى غير أنها جميعا غيرفاعلة على هذا الصعيد لأسباب متنوعة، فمركز عُمان للموسيقى التقليدية ( وهو الأقدمتأسس 1984 ) مختص بجمع وتوثيق الموسيقى التقليدية فقط، ومن الناحية التنظيمية الهيكلية ظل دائرة بوزارة الإعلام ليس له موازنة خاصة به. أما جمعية هواة العود ( تأسست 2008 ) وكما هو واضح فالجمعية مختصة بآلة موسيقية واحدة، وفي وزارة التراث والثقافة توجد دائرة الفنون الشعبية التي لها عدد من الأنشطة وتقيم بعد كل سنتين مهرجان الأغنية العُمانية. ولهذه الموسسات / الدوائر علاقات وأنشطة مع العالم الخارجي العربي والدولي في حدود إمكانياتها واهتماماتها. لذلك نلاحظ أن صلاتها مع الموسيقيين العُمانيين محدودة وفي إطار اختصاصاتها كجمع وتوثيق التراث الموسيقيالعُماني أو استقطاب هواة العود والتدريب على تقنيات العزف عليه، أو إقامة مهرجان الأغنية العُمانية وإيفاد بعض الفنانين للمشاركة في بعض الفعاليات الموسيقية خارج السلطنة.
وتعتبر دار الأوبرا السلطانية المؤسسة الموسيقية العُمانية الأحدث ( 2011) وتتوفر لها إمكانيات كبيرة بالمقارنة مع تلك السابقة الذكر بسبب طبيعة نشاطها ودورها الدولي. وكما هو واضح من نوع فعالياتها لا يمكن أن تستوعب هذه الدار التنوع الموسيقي العُماني إلا إذا حدث تغيير في توجهاتها ومعاييرها الفنية، لهذا ستبقى صلاتها مع الموسيقيين العُمانيين محدود وانتقائي.
التطلعات المستقبلية
في الواقع جاء هذا المقال على إثر حوار جمعني مع المكرم الشيخ أحمد الفلاحي المحترم وبرز فيه أهمية بل وضرورة وجود جمعية للموسيقيين العُمانيين وهم كثر في عُمان، وأصبح فيهم تنوعا واضحا من حيث التخصصات الأكاديمية كالباحثين أو الممارسين( المغنيين والعازفين ) والمعلمين وغير ذلك من التخصصات الموسيقية. كما أن تأسيس جمعية للموسيقيين العُمانيين يأتي أهميتها بشكل أكبر من وجهة نظري بعد الإعلان عن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب كجهة تضم مختلف الفنانين الموسيقيين وتوجه وتفعل أنشطتهم الموسيقية وتبرز إبداعاتهم ومواهبهم المتنوعة.
والحقيقة فكرة تأسيس جمعية للموسيقيين العُمانيين ليس جديدة وهي قديمة وتشغل بال عدد منالموسيقيين منذ سنوات، ولكنها لا تزال حتى الآن على هذا المستوى من التفكير.
في اعتقادي يمكن تفعيل الفكرة بطرق مختلفة، ولكن لأهمية المجال الموسيقي وعدد المشتغلين فيه وحجم النشاط الذي يمكن أن يبرز إثر تجمعهم، فمن الأهمية أن تقوم الدولة بمسؤولية تأسيس الجمعية المنشودة على غرار جمعية الفنون التشكيلية التي ترعى التشكيليين على تنوعهم مثلا، أو توسيع اختصاصات جمعية هواة العود لتكون جمعية للموسيقيين العُمانيين وليس لهواة العود وحدهم، فرغم أهمية آلة العود إلا أنها تظل آلة من الآلات الموسيقية المستعملة في الموسيقى العُمانية والعناية بها وحدها لايلبي حاجة سوق العمل الموسيقي العُماني من صناعة وتنشيط ثقافي، وترفيهي الذي يعاني من نقص حاد في أعداد العازفين على الآلات الموسيقية عامة والوترية بشكل خاص باستثناء آلة العود الأكثر استعمالا واقتناء، فكل مغن عُماني هو في الواقع عازف لها. من هنا تتضح الحاجة الملحة إلى إيجاد تنوع في العازفين والآلات الموسيقية، وهذا الدور يمكن أن تقوم به جمعية الموسيقيين العُمانيين عبر فتح مجالات التعليم والتدريب على مختلف الآلات الموسيقية، حيث لا يزال الموسيقيون العُمانيون يضطرون حتى الآن إلى الاكتفاء باستعمال آلة الأورج، أو السفر خارج عُمان لتسجيل أعمالهم الموسيقية مما يقلل من جودة العمل الفني من جهة ويزيد من كلفة إنتاجه من جهة أخرى. وهذا الحال لا يتفق مع الواقع الفني واحتياجاته حيث يضطر بسببه أيضا القائمون على المهرجانات الموسيقية إلى تحمل تكاليف جلب الفرق الموسيقية من الخارج لمرافقة المغنيين العُمانيين وغير العُمانيين ومثال على هذا مهرجان الأغنيةالعُمانية.
ومن الناحية الاقتصادية فجمعية للموسيقيين العُمانيين يمكنها تمويل الكثير من أنشطتها ذاتيا بوسائل متنوعة، وقد تكون من أكثر الجمعيات نشاطا وفعالية وحضور في كل محافظات السلطنة.
وفي ختام هذا المقال نعتقد أن وجود جمعية للموسيقيين العُمانيين تحت مظلة الحكومة أمر ضروري للأسباب التي ذكرناها على الأقل.

في موقع مطار صلالة

كتبهامسلم ، في 29 أبريل 2012 الساعة: 05:51 ص




موقع مطار صلالة.. هل يستحق مناقشته في مجلس الشورى؟!
كنت قد كتبت في هذه المدونة المتواضعة مقالا ( بتاريخ ) أدعو فيه المعنيين بالتخطيط في ظفار والدولة بشكل عام إلى دراسة نقل موقع مطار صلالة الحالي إلى ولاية ثمريت، وتزامن ذلك المقال مع الإعلان في الصحف عن تطوير المطار، وطلبت حينها أن يجري ذلك قبل الشروع بأي أعمال في موقع المطار الحالي ..
المهم أنا هنا أعيد الكتابة عن هذا الموضوع بعد أن أطلعت على خريطة عن " مراكز النمو العمراني المحتلمة " ومصدرها اللجنة العليا لتخطيط المدن منشورة ضمن تقرير صحيفة الرؤية 28/4/2012 وعنوان التقرير: كشف عن تخصيص 5 ملايين ريال للدراسات والبحوث ونشر الهيكل التنظيمي لخطة العمل لإعداد استراتيجيه التنمية العمرانية.
توضح الخريطة المنشورة توزيع النمو العمراني المستقبلي وموقع مدينة ثمريت الهام والاستراتيجي التي تلتقي عندها الطرق البرية من الشمال والجنوب وتتوسط المحافظة وتتصل بالطريق إلى اليمن وقريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية الأمر يشير إلى أهمية موقع ثمريت بما يدعم طلبنا نقل مطار صلالة إلى ثمريت استجابة لتلك التوجهات المستقبلية والتوسع العمراني ونمو السكان ونشاطاتهم المختلفة إضافة إلى موقع ثمريت الذي يخدم جميع ولايات ظفار بيسر وسهولة.
ولن أتحدث عن الأهمية أو المنافع التي ستحقق من نقل المطار إلى ثمريت ولكن الذي أتمناه فقط أن تجرى دراسة جدوى حقيقة لهذا الأمر، وأوجه مقالي هذا بشكل خاص لأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى عن محافظة ظفار لمناقشة هذا الموضوع خاصة وقد لاحظنا التجاوب الحكومي والشعبي أخيرا مع قضية كثبان رمال بوشر وأهمية مثل هذا الوعي بالمصلحة العامة عند الجميع.
تقبلوا تحياتي
مسلم الكثيري

آثار المغسيل .. من يحميها ؟

كتبهامسلم ، في 27 مايو 2012 الساعة: 05:44 ص

آثار المغسيل بولاية صلالة .. من يحميها
 
تكتظ منطقة المغسيل في موسم الخريف بأفواج السياح الراغبين في مشاهدة نوافير كهف المرنيف الطبيعية، والقليل من الناس قادهم الفضول إلى أعلى الكهف ومشاهدة المنظر الطبيعي المهيب حيث تقبع آثار حصن قديم عثر فيه بعض الشباب ومنهم سالم بن سهيل الكثيري الذي قادني إلى هذا المكان على قطع من اللبان المتحجر وأجزاء صغيرة من أوانٍ فخارية. هؤلاء الشباب يزورون المكان بين فترة وأخرى منذ سنوات عديدة، ولكن قبل حوالي العام في أخر زيارة لهم وجدوا المكان محفورا في ثلاثة مواضع، أهمها في أعلى قمة الكهف حيث برزت جدران برج أثري قديم بعد أن قام مجهولون بإزالة التراب عن بعض أجزائه.
تتناثر بقايا جدران هذا الحصن العتيق على مساحة أقدرها بألف متر مربع على الأقل، وتم إزالة التراب عن ثلاثة مواضع فيه كما ذكرت، وتبدو الآن على شكل مثلث قاعدته في الجهة الشمالية ورأسه في الجهة الجنوبية المرتفعة وهو البرج الذي توضحت معالمه بشكل اكبر بعد تلك العملية.
حسب رواية سالم، عملية الحفر وإزالة التراب حديثة، وقد شاهد بنفسه في مرة من المرات عدد كبير جدا من غرش الماء في المكان ولاحظ أوراق مثبتة بمسامير على الجدران التي تم الكشف عنها ولم يبق منها الأن سوى واحدة وقد صورتها، وأثناء إحدى زيارته المعتادة قادته الرائحة إلى العثور على كمية من اللبان المتحجر عند المكان المحفور في أعلى الكهف، فأخذ بعضا منها وقد شاهدتها وهي قطعة صلبة كالحجر سوداء اللون ورائحة اللبان لا تزال تفوح منها بقوة وكأنه مستخرج للتو وعندما حرقت بعض منها للتجربة كانت النتيجة أن اللبان لم يتغير سوى لونه ومستوى كثافته، وقد تم إبلاغ الجهات المعنية عن امر هذا اللبان فأفادوا بأنه تم العثور على كميات منه في مواقع أخرى بظفار !
 قطعة من اللبان المتحجر
من المؤكد أن الذي أزال التراب عن بعض أجزاء هذا البرج أو المخزن عثر على كميات أكبر من اللبان المخزن فيه بسبب وجود قطع صغيرة عثرنا عليها متناثرة وسط التراب المستخرج من الموقع والقطع التي عثر عليها سالم هي أصلا من مخلفات مكتشفي الموقع المجهولين، أما بقايا الأواني الفخارية فتوجد كذلك في اسفل الكهف، وسهل جدا العثور على قطع منها في الطبقات الطينية على حواف الطريق المسفلت إلى مدخل الكهف حيث تتناثر بقايا أصداف بحرية كذلك، فالكهف يقع أسفل الحصن وربما كان جزء من الموقع كما قد تتساقط إليه المخلفات التي يرميها سكان البرج الأعلى.
قادني سالم إلى موقع أخر يقع في الجهة الشرقية للمغسيل، وقد أهمل تماما وتمت إقامة عليه استراحات حديثة وزرع بعض اشجار نخيل النارجيل، ولكن لا تزال بعض الأحجار والجدران المنهارة تشير إلى أن المكان كان به منشآت قديمة من نوع ما.
هذا ليس كل شيء عن المغسيل فمعالم برج آخر ليس بعيدا عن محطة البترول المقامة هناك على مقربة من الخور. كما توجد مقبرة كبيرة على الشاطئ القريب من المطعم الحديث على مدخل كهف المرنيف.
الخور تسكن إليه كميات من الطيور والحشرات والزواحف، وقد قطعه الطريق المسفلت الذي يربط ولاية رخيوت بولاية صلالة، ولو تم عمل جسر هناك أو نفق يسمح بمرور مياه البحر لكان ذلك أفضل مما هو عليه الآن في اعتقادي.
النقوش تحت أقدام مايكل !
من وجهة نظري المتواضعة وبالاعتماد على المشاهدات أعتقد أن آثار منطقة المغسيل لا تقل ربما أهمية عن تلك التي في سمهرم، ولكن هذا الاعتقاد لن يؤكده أو ينفيه سوى المتخصصين والدارسين والباحثين في هذه الآثار، وقد أشار الهمداني منذ أكثر من ألف عام في كتابه صفة جزيرة العرب إلى وجود حصن في ريسوت تعرض لهجمات وطرد سكانه من آل الجديدي الأزديين، والمغسيل ليست بعيدة عن ريسوت الحالية التي بها ميناء صلالة. إن آثار ظفار تقبع في مواقع كثيرة والبحث عنها واكتشافها ليس بالأمر اليسير، لذلك من المهم في اعتقادي إقامة متحف وطني في ظفار يتولى هذه المهمة إلى جانب استيعاب المكتشفات الأثرية وحفظها والإشراف على المواقع الأثرية المتواجدة في أماكن عديدة في هذه المحافظة. إن كل موقع أثري وكل قطعة منها بجانب أهميتها العلمية التي لا تقدر بثمن هي تمثل قيمة مضافة للاقتصاد السياحي والثقافة العُمانية عامة، وفي تقديري أن البحث عن المواقع الأثرية في هذه المنطقة الغنية بالآثار يوازي في أهميته البحث عن النفط، فأرجو أن لا تترك هذه الآثار لمصيرها في بلد اصبح يشجع السياحة ويعتبرها مصدرا من مصادر الدخل الاقتصادي والمكانة الحضارية.
كما أرى من الواجب العلمي والوطني أن تقوم جامعة ظفار وبدعم من الدولة بتأسيس قسم لدارسة الآثار المادية وغير المادية لظفار وجنوب الجزيرة العربية، فأولى بأبناء هذه المنطقة التي ليس من ثقافتهم التقليدية العناية بالآثار والبحث عنها ودارستها باعتبارها مصدرا اساسيا من مصادر المعرفة أن يتعلموا البحث بأنفسهم عن كنوزهم الأثرية ويتحملوا هذه المسؤولية العلمية والتاريخية، والآثار الموجودة في هذه المنطقة ليست فقط معالم مادية بل كذلك معالم غير مادية كاللغات العربية القديمة واللهجات المحكية. إن بعض الناس البسطاء هنا يعتقدون ان الدولة تتعمد اهمال آثار ظفار ويسوقون حججا في هذا الشأن، وهذا ربما سببه أن هذه الآثار المهملة وغيرها تقع تحت المسؤولية الاخلاقية للدولة التي قد لا يتوفر لديها المال الكافي لاستقبال واستضافة الخبراء الأثريين الأجانب باستمرار، ولكن في المقابل المناهج التعليمية التي تدرس من الصف الأول حتى الثاني عشر لا تحكي شيئا مهما من وجهة نظري عن تاريخ ظفار، وقد لاحظت حضور ظفار في أذهان بعض أهلنا في شمال عُمان مقترن بظفار الخريف فحسب! بل أن أولادنا لا يعرفون شيئا عن تاريخ أجدادهم في هذه المنطقة سوى ما يُحكى شفهيا أو ما يتمكنون من الاطلاع عليه من مصادر أخرى الأمر الذي يشجع الاعتقاد السالف الذكر لدى الناس صغيرها قبل الكبير. والحقيقة أن روح المبادرة الاجتماعية يبدو لي شبة مفقودة في ظفار، والناس منهمكة في كسب قوتها اليومي ولا ترى أهمية لأي نشاط اجتماعي في مجالات الثقافة والبيئية أو أي نشاط آخر ما لم يكون به أوامر من الحكومة، ومثال على ذلك عدم وجود حسب علمي أي جمعية أهلية في ظفار باستثناء تلك التي اسستها الدولة وترعاها كجمعية المرأة أو جمعية الفنون التشكيلية.
المهم ! كيف يا ترى ستكون حال السياحة في المغسيل لو تم الكشف عن آثاره وصيانتها والمحافظة عليها وحمايتها وتهيئتها للأغراض التعليمية والمتحفية واستقبال الزوار القاصدين للمنطقة من كل مكان لمشاهدة النوافير الطبيعية وقضاء وقت مفيد مع مرشدين سياحيين متدربين بين هذه الآثار التي نشاهد على مقربة منها للأسف آثار فحص ويلات ومحاولات الصعود بالسيارات على سفح الجبل من قبل السياح القادمين إلى ظفار في فصل الخريف!!
إن كميات اللبان المتحجر التي عُثر عليها في موقع المغسيل أو في غيره تجعلنا نتسأل لماذا لم يتمكن أصحابه من تصديره؟ وهل كان ذلك لأسباب مفاجأة طبيعية أم بشرية ؟، وهل فحص قطع من هذا اللبان والتنقيب في هذه المواقع سيكشف عن تلك الأسباب وتاريخ حدوثها ؟. ولكن الأسئلة الانطباعية الأساسية التي تبادرت إلى ذهني مباشرة عند زيارة هذا الحصن الكائن فوق كهف المرنيف بالمغسيل رقم وقتي الضيق وأنا أزور ظفار في مهمة عمل لعدّة أيام،هي : من الجهة التي قامت بالتنقيب فيه ؟ ومتى؟ وإذا كانت جهة حكومية لماذا لم تسور الموقع لحمايته من باب الاحتياط على الأقل عن التلف أو السرقة لحين استكمال اكتشافه وفحص آثاره؟.
حكى لي شخص أنه كان مرافقا لبعثة أجنبية إلى موقع اثري يقبع في مكان ما ببادية ظفار لا يمكن تخيل أن حياة آدمية يمكن أن تكون قد قامت فيه كما يقول. وبينما كان أعضاء البعثة منهمكين بمعاينة المكان وأخذ القياسات وانجاز أعمال متنوعة، لاحظ كتابة عربية جنوبية قديمة على بعض الأحجار التي كان واحدا منها يقف عليها عضوا من اعضاء البعثة، فسأل رئيسة البعثة هل يمكن لها أن تتخيل وجود كتابة قديمة هنا ؟ فجاوبته أن مثل هذا الشيء قد يكون من الصعب وجوده في هذا الموقع، فسارع إلى لفت نظرها بأن الكتابة يمكن العثور عليها على حجر تحت أقدام ذلك الرجل، ولما شاهدته ضحكت وقالت فعلا يمكن العثور على كتابة قديمة هنا تحت أقدام مايكل.

بين أسواق عُمان والإمارات

بين أسواق عُمان والإمارات !

أنا من المواطنين العُمانيين الأقل سفرا للتسوق في أسواق الإمارات، وسفراتي إلى دولتنا الشقيقة الإمارات تتم بين فترات زمنية متباعدة تصل إلى سنوات، لكن في الشهرين الماضيين لأسباب معينة سافرت ثلاث مرّات متتالية إلى كل من دبي، والشارقة والفجيرة ، والسفرات المتتالية هذه اتاحت لي فرصة معاينة بعض الأمور ذات الصلة بالسوقين العُماني والإماراتي، وهي معاينة انطباعية من واقع تجربة شخصية وأهم هذه المعينات حيث أن أسوق الإمارات لا تزال تجتذب العُمانيين كما هو الحال منذ سنوات طويلة. والسؤال هنا لماذا استطاعت المحافظة على هذه الجاذبية واستدرارها لجيوب العُمانيين أفرادا ومؤسسات كل هذه السنين ولا تزال؟ وهل هذه الظاهرة تمثل نوع من الارتباط السلبي أم الإيجابي ؟.
قد لا استطيع الإجابة عن هذه الأسئلة إيجابة علمية ولكن من خلال تجربتي الشخصية أقول أنها ظاهرة تستحق الانتباه والدراسة والتقييم ذلك أن أسواق أصغر إمارة لا تتعدى مساحتها ولاية من ولايات السلطنة تتفوق من حيث قيمة السلع وتنوعها من أسواق أكبر المدن العُمانية المطلة على بحر عُمان والمحيط الهندي بموانئها مثل مسقط وصلالة وصحار. وبطبيعة الحال فالصلات التاريخية الوثيقة بين الشعبين والدولتين تجعل من الضرورة العمل على تقوية العلاقات في جميع المجالات بما يخدم جميع الأطراف. 
إن طوابير سيارات العُمانيين المتوجهين إلى الإمارات يقابلها طوابير أخرى للشاحنات القادمة منها إلى عُمان وهي محملة بأصناف البضائع لتوزيعها على أسواقنا من صحار إلى صلالة المدن التجارية العريقة.. وصلالة بها ميناء كتبت عنه الصحافة العُمانية بنوع من الفخر منذ أشهر ووصفته بأنه من أكبر ثلاث موانئ في الشرق الأوسط ! والحقيقة أنني أتسأل ما فائدة هذا " الكبر " والمدينة التي بها هذا الميناء تستورد حاجتها من كل شيء تقريبا ( حسب علمي ) من مدينة دبي التي تبعد عنها حوالي الألفين كيلوا متر ؟؟.
كنت في إمارة الفجيرة منذ فترة وكان من ضمن زياراتي مركز تجاري كبير هناك، وكان قد افتتح منذ فترة قريبة وبعض محلاته تحت التجهيز. ولسبب ما توجهت إلى قسم الالكترونيات فيه، ولاحظت من ضمن المعروضات جهاز تلفون جلاكسي III الجديد الذي سمعنا عنه في الصحافة فطلبت تفحصه من باب المعرفة بالشيء وكنت سعيدا بمشاهدة هذه التحفة الفنية والتكنولوجية. المهم بعد حوالي أكثر من أسبوع منذ عودتي من الفجيرة صادف أن ذهبت إلى فرع لذلك المركز التجاري بمسقط العاصمة فتوجهت حالا إلى قسم الالكترونيات بغرض الاستفسار عن جهاز الجلاكسي واتعرف على سعره للمقارنة، والحقيقة أنني اندهشت جدا عندما أخبرني مشرف القسم أنه غير موجود والمعروض عندهم هو جلاكسي II فقط وأضاف أن الجهاز الجديد سينزل عندهم بعد أسبوع ! فاستغربت من ذلك، فهذا يعني أن الفرق الزمني بين طرح الجهاز ( بناء على مشاهدتي الشخصية ) بين الفجيرة ومسقط ثلاث أسابيع على الأقل في مركز تجاري يعود لشركة واحدة لها فروع عديدة منها في مسقط كما في الفجيرة وغيرها ! فتسألت لماذا لم يتم طرح الجهاز مرّة واحدة في جميع الفروع؟ وهل هذا كان حدث استثنائي أم لا ؟ وهل طرح البضائع الجديدة بشكل عام في الإمارات والخليج يسبق طرحها في عُمان وما هو السبب ؟ خاصة إذا علمنا أن معظم المراكز التجارية في مسقط والمدن العُمانية الكبرى هي فروع لشركات إماراتية وخليجية.

تحياتي للجميع !!

إذاعاتنا وإذاعاتهم

 

ما كنت أحب أكتب هذا المقال بسبب الأخبار المحزنة التي نتابعها جميعنا في العديد من البلاد العربية وفي مقدمتها مصر وسوريا، ولكن كما يقال " فش خلق ".. مقالي هذا قصير جدا جدا ومختصر جدا جدا، ومحدد جدا جدا وموضوعه هو مقارنة بسيطة بين إذاعاتنا وإذاعاتهم الخليجية طبعا من نوع الـــ FM وهي عديدة.. [ وقبل كل شي أسلم على صديقي العزير محفيف الذي من مدّة طويلة لم أزور مدونته المحترمة وأي مدونة أخرى بما فيها مدونتي هذه !.. على فكرة عندي محفيف حقيقي مصنوع بشكل رااائع بس للأسف احتاج أن أطول شعري حتى البسه على رأسي.. لعل هذا يحصل يوما ما !! ].

واستسمح الجميع على المقارنة والرأي الذي أسوقهما هنا، إذ لا يعني أنني لا أقدّر الجهود ولا أثمنها بل على العكس لا ابالغ إذا أدعيت بأنني أقدر كل عمل مهما كان نوعه، ولكن الكأس ينضح بما فيه !!. المسألة هنا أنني كنت ( ولا زلت ) أستمع إلى بعض الإذاعات الخليجية ( من نوع FM) ـ ولا أخفي القول بأنني الجاء إليها عندما أرغب الاستماع إلى الموسيقى وأجد فيها ما استمتع به لدرجة أنني في بعض الأحيان ابقى في سيارتي أدور من مكان لآخر حتى تنتهي عدّة فقرات غنائية.

وطبعا كنت أتمنى أن أجد في إذاعاتنا الحكومية والخاصة من نوع الــ ( FM ) ما أجده في هذه القنوات الخليجية.. وقد حاولت أن أفهم سبب الاختلاف؛ وهو من وجهة نظري يعود إلى المنهجية التي تتعامل بها القنوات مع موادها الموسيقية وتوجهها الثقافي والفني.

وقصة المقال الأساسية هي: [ أولا، يفترض أنني أفهم ما استمع إليه من أصناف الأغاني والموسيقات .. وهذا تخصصي ]، كنت اليوم في سيارتي اسمتع إلى إذاعة (FM ) خليجية، وأنبهرت بمستوى التصنيف المنهجي الموفق وترتيب أنواعها وحسن اختيارها وأمور أخرى ذات صلة.. لذلك أدعي أن الذي يشرف على هذا العمل إنسان ( ذكر او أنثى ) يحمل ثقافة ممتازة وهو يعرف ماذا عليه أن يفعل مع الموسيقى تحديدا، ولا يعتمد على مبدأ شغّل الاسطوانة وكفى !!.

أخيرا أود أقول أنه لا يجب استسهال المادة الموسيقية، ويكفي أن تعرف ما الذي تريده منها وتحسن أختيارها على أسس ثقافية ( وتوجه ومبدأ ) حتى تجد الاستحسان العميق من المستمعين..


وللحميع السلاااااام