بين أسواق عُمان
والإمارات !
أنا من المواطنين العُمانيين الأقل سفرا للتسوق في أسواق
الإمارات، وسفراتي إلى دولتنا الشقيقة الإمارات تتم بين فترات زمنية متباعدة تصل
إلى سنوات، لكن في الشهرين الماضيين لأسباب معينة سافرت ثلاث مرّات متتالية إلى كل
من دبي، والشارقة والفجيرة ، والسفرات المتتالية هذه اتاحت لي فرصة معاينة بعض
الأمور ذات الصلة بالسوقين العُماني والإماراتي، وهي معاينة انطباعية من واقع تجربة
شخصية وأهم هذه المعينات حيث أن أسوق الإمارات لا تزال تجتذب العُمانيين كما هو
الحال منذ سنوات طويلة. والسؤال هنا لماذا استطاعت المحافظة على هذه الجاذبية
واستدرارها لجيوب العُمانيين أفرادا ومؤسسات كل هذه السنين ولا تزال؟ وهل هذه
الظاهرة تمثل نوع من الارتباط السلبي أم الإيجابي ؟.
قد لا استطيع الإجابة عن هذه الأسئلة إيجابة علمية ولكن من
خلال تجربتي الشخصية أقول أنها ظاهرة تستحق الانتباه والدراسة والتقييم ذلك أن
أسواق أصغر إمارة لا تتعدى مساحتها ولاية من ولايات السلطنة تتفوق من حيث قيمة
السلع وتنوعها من أسواق أكبر المدن العُمانية المطلة على بحر عُمان والمحيط الهندي
بموانئها مثل مسقط وصلالة وصحار. وبطبيعة الحال فالصلات التاريخية الوثيقة بين
الشعبين والدولتين تجعل من الضرورة العمل على تقوية العلاقات في جميع المجالات بما
يخدم جميع الأطراف.
إن طوابير سيارات العُمانيين المتوجهين إلى الإمارات
يقابلها طوابير أخرى للشاحنات القادمة منها إلى عُمان وهي محملة بأصناف البضائع
لتوزيعها على أسواقنا من صحار إلى صلالة المدن التجارية العريقة.. وصلالة بها ميناء
كتبت عنه الصحافة العُمانية بنوع من الفخر منذ أشهر ووصفته بأنه من أكبر ثلاث موانئ
في الشرق الأوسط ! والحقيقة أنني أتسأل ما فائدة هذا " الكبر " والمدينة التي بها
هذا الميناء تستورد حاجتها من كل شيء تقريبا ( حسب علمي ) من مدينة دبي التي تبعد
عنها حوالي الألفين كيلوا متر ؟؟.
كنت في إمارة الفجيرة منذ فترة وكان من ضمن زياراتي مركز
تجاري كبير هناك، وكان قد افتتح منذ فترة قريبة وبعض محلاته تحت التجهيز. ولسبب ما
توجهت إلى قسم الالكترونيات فيه، ولاحظت من ضمن المعروضات جهاز تلفون جلاكسي
III الجديد الذي سمعنا عنه في الصحافة فطلبت تفحصه من باب
المعرفة بالشيء وكنت سعيدا بمشاهدة هذه التحفة الفنية والتكنولوجية. المهم بعد
حوالي أكثر من أسبوع منذ عودتي من الفجيرة صادف أن ذهبت إلى فرع لذلك المركز
التجاري بمسقط العاصمة فتوجهت حالا إلى قسم الالكترونيات بغرض الاستفسار عن جهاز
الجلاكسي واتعرف على سعره للمقارنة، والحقيقة أنني اندهشت جدا عندما أخبرني مشرف
القسم أنه غير موجود والمعروض عندهم هو جلاكسي II فقط
وأضاف أن الجهاز الجديد سينزل عندهم بعد أسبوع ! فاستغربت من ذلك، فهذا يعني أن
الفرق الزمني بين طرح الجهاز ( بناء على مشاهدتي الشخصية ) بين الفجيرة ومسقط ثلاث
أسابيع على الأقل في مركز تجاري يعود لشركة واحدة لها فروع عديدة منها في مسقط كما
في الفجيرة وغيرها ! فتسألت لماذا لم يتم طرح الجهاز مرّة واحدة في جميع الفروع؟
وهل هذا كان حدث استثنائي أم لا ؟ وهل طرح البضائع الجديدة بشكل عام في الإمارات
والخليج يسبق طرحها في عُمان وما هو السبب ؟ خاصة إذا علمنا أن معظم المراكز
التجارية في مسقط والمدن العُمانية الكبرى هي فروع لشركات إماراتية وخليجية.
تحياتي للجميع !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق