ما سأكتبه هنا ملاحظة من النوع المهم للغاية! وأعتقد
أنها كذلك عند معظم الناس الذين يسافرون عبر مطار صلالة إلى مسقط، والمهتمين والمحافظين
على سمعة بلدنا الطيبة وهم كثر والحمد لله .. والملاحظة هي من واقع تجربتي
الشخصية.
نجاح أي عمل يتحقق بتطبيق قواعد النظام ذات الصلة بنوع
العمل أو الخدمة والحرص الشديد على الالتزام به من قبل القائمين عليه، لأن
الثقة بمقدمي الخدمات العامة تكتسب من قوة التزامهم بالنظام الأمر الذي يعكس المهنية
في العمل. وخدمة المسافرين في مطار صلالة هي واحدة من الخدمات التي تقدم لعدد كبير
من الناس عُمانيين وغير عُمانيين من مختلف الأجناس والفئات من عرب وغير عرب من آسيا،
وأوروبا .. الخ
بكل تأكيد إدارة مطار صلالة والطيران العُماني المشغلين
للمطار يبذلون جهود مقدرة، ولكن: ثقافة مشي حالك " من الضروري أن
تختفي من قاعة خدمة المسافرين تماماً؛ و" ثقافة مشي حالك " يعني عدم
الالتزام بالنظام، ويكفي أن تعرف شخص على الكاونتر (أو لا تعرف حتى! مشي حالك !) حتى
تذهب مباشرة إليه ولا تعمل حساب للعشرات الواقفين طابور ينتظرون دورهم !!.. (أيها المعنيين بالأمر هناك استخفاف غير عادي بالنظام
وبالناس الذي يقفون الطابور لإتمام إجراءات سفرهم في مطار صلالة !!) وتزداد هذه الفوضى كلما كثر المسافرين فتزدحم
القاعة الصغيرة وتكتظ بالناس المستعجلين وغير المستعجلين من النساء والرجال الكبار
والصغار، وقد سمعت أن بعضهم يجد حجزه ملغي بعد طول انتظار في الطابور.
شخصيا أمس (6 مارس 2015)، كنت راجع من صلالة إلى مسقط مع
عائلتي على رحلة الطيران العُماني رقم 910، وطبعا وقفنا في الطابور مباشرة وكان
يمتد من الكاونترات إلى آخر القاعة عبر المنحنيات التي كانت تجعل من المكان الصغير
يستوعب عدد أكبر. ولكن ليس الجميع ملتزم بهذا النظام والطابور، وقد لاحظت أن
كانتورين من أصل ثلاثة يخدمون مسافرين الدرجة السياحية يستقبلون آخرين ـ بكثافة ـ من
خارج الطابور دون أي مراعاة للناس الواقفين في انتظار دورهم، والجميع كان يطالع
هذا المشهد وعلامات الاستياء على وجهوهم، ويلتفتون إلى بعضهم بعض بدهشة استنكار
لما يجري مستغربين وساكتين! المهم عندما وصل دوري كان شخص أنيق وملتحي ويبدو عليه
الوقار دفع بنفسه من خارج الطابور إلى المنضدة وسلم معاملته صاحب الكاونتر الذي
استقبلها بكل هدوء! دون أي اعتبار لي، فقلت له هذا دوري أنا وليس هو ! فقال الرجل أنا مستعجل وبعد احتاج اخلص معاملات
أخرى، فقلت له مهما يكن هنا طابور، وكما ترى الناس كلها تريد تنهي معاملتها، وأنا
طائرتي الآن ودوري لإنجاز المعاملة تحقق بعد انتظار طويل في الطابور ! فجاونبي
" الموظف صاحب الكاونتر " هذا الرجل كان من مدّة واقف هنا ! " فقلت
له لم يكن ملتزم بالنظام، وحطيت شنطي للوزن، فقال الرجل " من متى الطابور في
صلالة، وهنا مشي حالك بس " والموظف يستمع !، فقلت لهم هو والموظف الذي تردد في
استقبال معاملتي لن اتنازل عن دوري ولن أنزّل شنطي من الوزن. والغريب هنا أن
الموظف لم يستقبل معاملتي إلا بعد أن سمح له هذا الشخص بذلك.
شيء مؤسف جدا أن يكون هذا واقع الحال في مطار صلالة الذي
تعمل الدولة استجابة لمطالب المواطنين في ظفار لتحويله إلى مطار دولي.
صحيح هذه الحادثة هي الأولى التي تحصل معي مباشرة،
ولكنها ليست الأولى التي أشاهدها في هذه القاعة، فلم أسافر يوما ما عبر مطار صلالة
إلا وأشاهد أصحاب " مشي حالك " ينهون معاملات سفرهم دون أن ينتظروا
دقيقة واحدة مستخفين بالناس الملتزمة بالنظام وبمساعدة الموظفين هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق