تمت محاصرة إيران ثلاثين عاما على الأقل، وشن عليها حرب
أكلت ملايين العرب والإيرانيين وهدرت أموال عظيمة من الطرفين، ثم تدمير العراق
والآن سوريا، وليبيا.
شباب من الخليج اغناء البلاد العربية يذهبون " للجهاد "
شرقا وغربا، ويقتلون أو يعتقلون في حروب لا مصلحة لهم فيها، ولا يجنون منها سوى أن
ينتهي بهم المطاف كإرهابيين في سجن غوانتانامو أو يموتون غير مأسوف عليهم عند من
دفع بهم إلى هذا المصير بالفكر أو بالمال أو بالسلاح.. إن عدد من شبابنا ـ وليس
بالقليل ـ لا يجدون في بلادهم عملا، وهي تكتظ بملايين الوافدين من كل أنحاء
الدنيا..
إن " الجهاديين " رغم ما بذلوه من غالي ونفيس،
لم يمكّنوا من إقامة أي نظام سياسي يتطابق مع الشعارات التي تم دفعهم للقتال من
أجلها، مثال: أفغانستان، يوغسلافيا، ليبيا، والآن سوريا والعراق..
مجلس التعاون أو دول الجزيرة العربية (عُمان واليمن والسعودية
والخليج)، تمر من وجهة نظري ـ كمجموعة ـ بأزمة استراتيجية عميقة بسبب التباين في
التوجهات السياسية والمصالح. وأنا ـ على الأقل ـ أشعر بضغط عدد من هذه الأزمات
السياسية والاقتصادية والثقافية. أعرف أن هذه المرحلة التاريخية في غاية الصعوبة،
ولكن حل المشاكل التي قد تطفوا إلى السطح لم يعد ينفع معها اللجوء إلى إخراج بعض
المال من الخزائن الوافرة ورشه على الناس! هذا فعل مخدر لا يعوض ـ على المدى الطويل
ـ عن قيادة الناس نحو أهداف كبرى والصبر على تحقيقها.
عُمان مثلا: من جهة بحرها (بحر عُمان) محاطة بدول تمتلك
القوة النووية سلاحا وعلما، وصواريخها تطال كل بقعة فيها والحال نفسه مع باقي دول
الخليج.
إيران (سد الشرق) نجحت في إدارة معركة استقلال عظيمة وتحدت
كل الحصارات والحروب التي لم نجرؤ نحن في الجزيرة والخليج على خوضها رغم وفرة
المال والرجال. هذه المعركة أوصلت إيران إلى مصاف الدول الكبرى علما وعملا، في
جميع المجالات، وتهاوننا في خوضها جعلنا أقلية في بلادنا، ولا ينظر لنا سوى كبراميل
من النفط أو أكياس من النقود!.. فلنجعل أيها الناس، يا أهل الجزيرة العربية
العظيمة (قادة وشعوبا) جزيرة الأمجاد والملاحم والصبر والمكارم والأخلاق العربية
والإسلامية من شعار: الله أكبر العظيم، شعار انتصاراتنا الكبرى
ووحدتنا الكبرى ومصيرنا الواحد، وليس لمعارك خاسرة يذبح فيها أولادنا ـ خير
أولادنا ـ بجانب الكثير من خلق الله الضعفاء كما يجري في الشام والعراق واليمن
وليبيا وغيرها. أريد أن نكون أغلبية في بلادنا وليس أقلية، نبنيها بسواعدنا وصبرنا ومالنا، فلنعلو من شأن لغتنا وثقافتنا، وفنوننا، وأدبنا وكل تراثنا.. الخيل
والليل والبيداء تعرفني .. والسيف والرمح والقرطاس والقلم!!
الموسيقى الإيرانية، الأفلام، البحوث الثقافية،
والدراسات التراثية .. كلها تثير الإعجاب. هذا الشعب صبر ونجح !! وأنا معجب جدا
بهذا البلد الكبير وشعبه وقيادته، معجب بهم ونجاحاتهم رغم اختلافي معهم كدولة
دينية متشددة.
إيران نجحت في الاعتماد على ذاتها وبناء دولة عظيمة فرضت
هيبتها على أعدائها وخصومها وأصدقائها!!
الغرب تصالح مع إيران، وبقينا نحن خصومها رغم أن المعركة
التي خضناها (سرا علنا) هي معركتهم..
الجزيرة العربية شبة قارة ومن ـ ورائها كل الطاقات
العربية ـ تمتلك كل مقومات القوة والنجاح لحماية وجودنا وثقافتنا وهويتنا العربية،
وتحقيق الأمن والعيش الكريم للجميع، من الخليج إلى المحيط، وقبل كل شيء إعادة الحق
المغتصب للشعب الفلسطيني.
هذه روسيا وتركيا رغم اختلافهم القديمة والحديثة ومنها على
سوريا، يتعاونون في الاقتصاد وغدا في السياسة، وإيران كذلك لها أيادي في البلاد
العربية وتحالفات دولية في الشرق والغرب، أما العرب وخاصة نحن في الجزيرة العربية
ما هي مشاريعنا المستقبلية ومن هم حلفائنا؟ .. الإشارة صفراء !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق